التوكل والتواكل
وينقل المالكي عن أخت داود الطائي، أنَّها قالت له -وهذا يذكرنا بما يفعله عُبَّاد الهنود، كما ذَكَر البيروني وغيره مما هو معروفٌ عنهم الآن مِن تعاليم النفس-: ''لو تنحيتَ مِن الشمس إلى الظلِّ'' أي: تقول: انتقل مِن الشمس إلى الظل - فقال: هذه خطىً لا أدرى كيف تُكتب.
الصوفية يؤمنون بالجبريَّة المطلقة - سلبية المطلقة - التوكل عندهم هو تواكل، يذهب يجلس في البادية بدون أي زاد ويقول: إني متوكِّل على الله! يجلس في المسجد، وتُعطى له الزكاة، وتعطى له الصدقات، والهبات ويقول: أنا متوكِّل على الله.
تقول له أخته: قم مِن الشمس إلى الظل، فيقول: خطىً، لا أدرى كيف تكتب.
لو قمتَ وقلت: ((وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ))[التكوير:29]، فالله عز وجل قال لنا هذا، وأمَرَنا أنْ نتخِّذ الأسباب.
فمن مثل هذه الأشياء ينقلها المالكي، ويعتبرها هي درر كلام الأخيار ومِن أفضله.